الخميس، 31 ديسمبر 2009

حكاية شجرة


تمر الأيام طاوية حكاياتها وقصصها ... فيها من العبر إن عدت إليها راغباً تذكرك بشجون ووئام ... تذكرك بطيب الرجال ونبلهم ... إنها قصة شجرة.
تذكرنا فيها الأيام .... وإن لم ننساها تشعر عندما تمر بها ... بأنها تريد أن تحدثك عن أيامها ... تريد أن تسألك عن زارعها ... أين هو؟ ولماذا لم يعد يزورها أحد؟.
تبكي الأيام دونها عندما كانت في نشوة حياتها ... يلهو تحتها الصغار ... ويتسامر الأصدقاء ... تعلن عن فرحتها كل عام أنها محطة اهتمام ... محطة ذكرى تتوالاها الأيام بين عصف الرياح ونسيم الصباح ... كبرت الساق وتعانقت كل الأغصان ... زرعت عام 1986م عندما احتفلت بلدية دبا الفجيرة بيوم الشجرة الأول ... زرعتها أيدي كريمة ... طيب الله ثراها وأدخله فسيح جناته ... إنه المرحوم عبد الله سلطان السلامي رئيس البلدية حينذاك ... وإن تمعنت في هذه الشجرة ... فلقد أصبحت كبيرة تغطي مساحة واسعة في حديقة سوق دبا التجاري ... ارتفاعها حوالي 20م ... إنها كنز الوفاء ... تبقى حاضرة سواء بالاحتفال بيوم الشجرة أو أسبوع التشجير وغيرها من المناسبات لتحكي لنا حكايات الأولين ومدى إخلاصهم ووفائهم ... وتبقى قصة شجرة يعلوها الحنين والشجون.
فالشجرة ذاتها لكنها كبرت ونمت ونضجت فأصبحت تعانق السماء باختيال وكبر ... إنها تزهو بين قريناتها بأنها الأعلى طولا... والأرسخ جذرا... والأقوى عودا... والأجمل منظرا ... وطلة بهية ... انظر إليها كيف حافظت على شبابها وجمالها وخضرة فاتنة لأوراقها ... لقد ازدادت ثباتا في الأرض ... وشموخا في السماء ... وجمالا في أعين الناظرين ...
ابتعدت قليلاً عن تلك الشجرة وفي بالي الآلاف مؤلفة من الأسئلة لم أجد لها إجابات ... احترت كثيرا أشعرتني تلك الشجرة بعظمتها و حكمتها ... فقد قست عليها الأيام حتى جعلتها تسر بالريح العاتية الهوجاء، ... و الأمطار المجنونة ... إنها تيستم لأشعة الشمس الحارقة وتخبرها لن تزيدني أشعتك إلا جمالا وإشراقا...
والزائر لهذه الحديقة يرى فيها الجمال إنها بحق حديقة جميلة تتفتح فيها الأزهار وتملئها الدنيا بهجة وسعادة فترى الأزهار قد زينها الخالق بأبدع الألوان وترى من الزهور الياسمين والفل والبنفسج وغيرها من الأنواع الجميلة التي تتميز برائحتها العطرة التي تسعدنا وتسعد كل من يراها ويتمتع بعبيرها كما أنك ترى الأشجار وقد ازدانت بالأزهار والثمار التي تجعل من الحدائق التي تنمو فيها جنة خضراء يحبها الكبار والصغار ولذلك فالناس فى بيوتهم يحبون زرع الأشجار والأزهار وذلك للاستفادة من شكلها الجميل وثمارها ... ولهذه الحديقة منزله لدى كل من قام بزيارتها فهي حديقته جميلة ورائحتها بديعة يسعد بها زائريها وعندما ترى الأولاد يمرحون فيها فإنك تجد سعادتهم غامرة ... وذات يوم وقعت عيني على إحدى الأشجار الجميلة لتي تتميز برائحتها العطرة المنتشرة في كل مكان ذات الألوان المليئة بالبهجة والسعادة .... ابتسمت وشكرت الله عز وجل على هذه الهبة الجميلة .... وملئ قلبي بسعادة ليس لها حدود ... سبحان الخالق.
والحمد لله فقد احتلت دولتنا الحبيبة بإنجازاتها الرائعة في المجال الزراعي مكانة عالمية متميزة وأصبحت تجربتها الرائدة في القطاع الزراعي نموذجاً يحتذى به في إرادة التغلب على قسوة الطبيعة وقهر رمال الصحراء وتحويل كثبانها إلى جنان خضراء وحدائق غناء ومزارع منتجة. وقد حاز هذا القطاع على دعم غير محدود من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – وطيب ثراه وأدخله فسيح جناته، انطلاقاً من رؤيته الحكيمة بمدى أهمية ما يحققه هذا القطاع من أمن واستقرار غذائي. حيث تشهد دولتنا الحبيبة تسابقاً للنهضة الزراعية والعمرانية تحت قيادة سمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – حفظه الله ورعاه-، ويقف إلى جانبه في بناء هذا الصرح إخوانه حكام الإمارات – حفظهم الله ورعاهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك هنا ...