هل نعاني من نقص في الشخصية ؟
قد تعتري المرء بعض المشاعر في بعض المواقف يستشعر فيها من نفسه بنقص في شخصيته , إذا وجد نفسه مهمشا في موقف هام أو وجد نفسه غير ذي حظ حيث يفوز المؤثرون وأقوياء الشخصية و الشعور بالنقص قد يكون وهما داخليا ارتبط بالإنسان منذ صغره وطفولته , وقد يكون ناتجا من عدم معرفة الإنسان بقدراته وطاقاته التي يتميز بها
الخوف ..كيف يؤثر على الشخصية ؟
فإذا نما شعور الخوف في شخص نتيجة تجربة قاسية مرت به أو خطأ ارتكبه فإن ذلك سوف يورثه تراجعا في نموه الشخصي والتأثيري , وانظر كيف يوجه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم نحو ذلك المعنى ويقول " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف , وفي كل خير , احرص على ما ينفعك ولا تعجز ...الحديث " رواه مسلم
والخوف عادة يخفي ميزات الشخصية ويبديها ضعيفة منكسرة باهتة , وانظر لمن يلقى خصمه وهو خائف منه كم ينظر إليه خصمه باستهتار واستعلاء .
ضياع الهدف وراء ضعف الأثر ..
كل نشاط لا هدف له يدل على حقيقة خافية ، وهي وجود مركب نقص لدى الإنسان ، فالإنسان العشوائي الذي غم عليه هدفه ما يزال يتخبط في سلوكه , فتضيع منه أيامه ولا يكتمل له إنجاز ولا يؤثر في محيطه ومجتمعه تأثيرا إيجابيا ..
ومن هنا نستطيع أن نقول أن انطلاق منظومة من الأهداف التربوية في كل مرحلة من مراحل العمر مأخوذة من المنهج القرآني وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم صار واجبا ملحا على كل القائمين بالعملية التربوية سواء على مستوى التنظير لها أو التطبيق , لأن تربية لا تتضح أهدافها ومعالمها في نفس المرء لا تورثه إلا ذوبانا في غيره وضعفا في شخصيته ..
أعراض الخجل :
من الأمور المستحسنة الشخصية وصفها بأنها اجتماعية ولكن من المؤلم أن يتصف الفرد بالخجل الذي يمنعه من كل خير ولا يحصل منه خير وهناك فرق بين الخجل والحياء فالحياء لا يأتي إلا بخير .
* سوء الظن بالناس ..علامة سوداء ووصف سالب
إن آفة هؤلاء هي سوء الظن بالآخرين وهي مؤشر على خلل في شخصيته ونقص فالشخص السوي يظن خيرا لأن تفكيره إيجابيا وىعكس هذا الشعور على الآخرين فلا يظن بهم إلا خيرا بعكس الشخص الذي يسيء الظن بالناس فتفكيره سلبيا فيقدم في تعامله مع الناس الظن السيئ ، ولو رجعوا إلى القرآن والسنة لوجدوا فيهما ما يغرس في نفس المسلم حسن الظن بعباد الله، فإذا وجد عيبا ستره ليستره الله في الدنيا والآخرة، وإذا وجد حسنة أظهرها وأذاعها، ولا تنسيه سيئة رآها في مسلم حسناته الأخرى، ما يعلم منها وما لا يعلم.
إن حسن الظن دليل سلامة الصدر وأظهر آثاره حسن قبول الآخرين لك وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا، وقد أوجب الإسلام على المسلم أن يحسن الظن بإخوانه المسلمين وضوح المعاملة وتلقائية الفهم ..طرفا الخيط المشدود
يشكو كل من شعر بنقص في شخصيته بسوء فهم الناس له , وفي بعض الأحيان قد يشكو من سوء فهمه للآخرين , وإن كانت الصفة الأولى هي الأغلب والأعم , فهو دوما يقول أنتم لا تفهمونني , أنتم تسيئون تأويل حديثي , أنتم تتعمدون بيان أخطائي !
أنماط الشخصية في القرآن والسنة
جاء تصنيف الناس في القرآن الكريم على أساس العقيده إلى ثلاثة أصناف وهم (المؤمنون ' والكافرون ' والمنافقون ) ' ولكل صنف من هذه الأصناف الثلاثه سماته الرئيسيه العامه التي تميزه عن الصنفين الآخرين ' وهذا التصنيف على أساس العقيده يتمشى مع أهداف القرآن الكريم ' من حيث هو كتاب عقيده وهدايه ' ثم إنه يشير إلى أهمية العقيده في تكوين شخصية الإنسان ' وفي تحديد سماته المميزه له ' وفي توجيه سلوكه على نحو خاص يتميز به ' كما يشير هذا التصنيف إلى أن العامل الأساسي في تقييم الشخصيه هو العقيده والتقوى ' قال الله تعالى : ( يَأَيُّها النَّاسُ إِنَّا خَلَقنَكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثىَ وَجَعَلنَكُم شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتعَارَفُوا إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللهِ أَتقَكُم إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات'أ - وقد ورد في كتابه الكريم كثير من الآيات التي تتحدث عن أنماط الناس على أساس العقيده فمن سمات المؤمنين ما يلي:
1. سمات تتعلق بالعقيده من الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والبعث والجزاء والجنه والنار والغيب والقدر خيره وشره .
2. سمات تتعلق بالعبادات : عباده الله بأداء الفرائض من الصلاه والزكاه والصيام والحج. وغيره .
3. سمات تتعلق بالعلاقات الإجتماعيه : ومنها معاملة الناس بالحسنى والكرم والإحسان والتعاون والتماسك والإتحاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ' والعفو والإيثار والإعراض عن اللغو .
4. سمات تتعلق بالعلاقات الأُسريه : ومنها بر الوالدين والإحسان إليهما وإلى ذوي القربى ' وحسن المعاشره بين الزوجين والعطف على الأبناء والبنات ' وتربيتهم ورعاية الأُسره .
5. سمات خلقيه : ومنها الصبر والحلم والصدق والعدل والأمانه والوفاء بعهد الله وعهد الناس ' والعفه والتواضع والقوه في الحق في سبيل الله وعزة النفس وقوة الإراده والتحكم في أهواء النفس وشهواتها .
6. سمات إنفعاليه وعاطفيه : ومنها حب الله ورسوله ' وحب الناس وحب الخير لهم ' والخوف من الله ومن عذابه ' والأمل في رحمته ' وكظم الغيظ ' والتحكم في إنفعال الغضب ' وعدم الإعتداء على الغير وعدم إيذائهم ' وعدم حسد الغير وعدم العجب بالنفس ' والرحمه ولوم النفس والشعور بالندم ' في حالة إرتكاب ذنب ما ' والتوبه منه والإستغفار .
7. سمات عقليه ومعرفيه : ومنها التفكير في الكون وخلق الله وطلب المعرفه والعلم وعدم إتباع الظن وتحري الحقيقه وحرية الفكر والعقيده
8. سمات تتعلق بالحياة العلميه المهنيه ومنها : الإخلاص في العمل وإتقانه والسعي بنشاط وجد في سبيل كسب الرزق ' قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه
9. سمات بدنيه ومنها : القوه والصحه والنظافه "العقل السليم في الجسم السليم" .وليس جميع المؤمنين في مستوى واحد من التقوى ' ولكنهم يختلفون فيما بينهم في درجة تقواهم وقد جاء في القرآن الكريم أنهم ثلاث درجات : ( الظالمون لأنفسهم ' والمقتصدون ' والسابقون بالخيرات ) قال الله تعالى :-( ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَبَ الذِيِنَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُم ظَالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ بِإِذنِ اللهِ ذَلِكَ هُو الفَضلُ الكَبِيرُ ) { فاطر } يقول ابن كثير في تفسير هذه الآيه ( فمنهم ظالم لنفسه ) وهو المفرط في فعل الواجبات المرتكب لبعض المحرمات ( ومنهم مقتصد ) وهو المؤدي للموجبات التارك للمحرمات وقد يترك بعض المستحبات ويفعل بعض المكروهات ( ومنهم سابق بالخيرات ) وهو الفاعل للواجبات والمستحبات التارك للمحرمات والمكروهات وبعض المباحات . تفسير ابن كثير : 3/554 ' 555 ..
أنماط الشخصية في المجال النفسي
الشخصية المتردد ة
- يفتقر إلى الثقة بنفسه - تظهر عليه علامات الخجل و القلق - تتصف مواقفه غالباً بالتردد - يجد صعوبة في إتخاذ القرار - يضيع وسط البدائل العديدة - يميل للإعتماد على اللوائح و الأنظمة - كثير الوعود و لا يهتم بالوقت - يطلب المزيد من المعلومات و التأكيدات - يرى نفسه أنه ليس بخير ولا الآخرين بخير
أسلوب التعامل معه
محاولة زرع الثقة في نفسه - التخفيف من درجة القلق و الخجل بأسلوب الوالدية الراعية - ساعده على إتخاذ القرارات و أظهر له مساويء التأخير في ذلك - أعمل على توفير نظام معلومات جيد لتزويده - أعطه مزيداً من التأكيدات - أفهمه أن التردد يضر بصاحبه و بعلاقته مع الآخرين - أفهمه أن الإنسان يحترم بثباته و قدرته على إتخاذ القرار
الشخص العنيد
وجهة نظرك و لا يرغب في الإستماع إليها - يرفض الحقائق الثابتة ليظهر درجة عناده - صلب ، قاس في تعامله - ليس لديه إحترام للآخرين و يحاول النيل منهم
كيف نتعامل معه
أشرك الآخرين معك لكي توحد الرأي أمام وجهة نظره - أطلب منه قبول وجهة نظر الآخرين لمدة قصيرة لكي تتوصلوا إلى إتفاق - أخبره بأنك ستكون سعيداً لدراسة وجهة نظره فيما بعد - استعمل أسلوب : نعم ...... و لكن
الشخص الخشن
قاس في تعامله حتى أنه يقسو على نفسه أحياناً - لا يحاول تفهم مشاعر الآخرين لأنه لا يثق بهم - يكثر من مقاطعة الآخرين بطريقة تظهر تصلبه برأيه - يحاول أن يترك لدى الآخرين إنطباعاً بأهميته - مغرور في نفسه لدرجة أن الآخرين لا يقبلوه - لديه القدرة على المناقشة مع التصميم على وجهة نظره - يرى نفسه أنه بخير و لكن الآخرين ليسوا بخير
كيف نتعامل معه ؟
أعمل على ضبط أعصابك و المحافظة على هدوئك - حاول أن تصغي إليه جيداً - تأكد من أنك على إستعداد تام للتعامل معه - لا تحاول إثارته بل جادله بالتي هي أحسن - حاول أن تستخدم معلوماته و أفكاره - كن حازماً عند تقديم وجهة نظرك - أفهمه إن الإنسان المحترم على قدر إحترامه للآخرين - ردد على مسامعه الآيات و الأحاديث المناسبة - استعمل معه أسلوب : نعم ...... و لكن
الشخص الثرثار
كثير الكلام و يتحدث عن كل شيء و في كل شيء - يعتقد أنه مهم - يمكن ملاحظة رغبته في التعالي إلا أنه أضعف مما تتوقع - يتكلم عن كل شيء باستثناء الموضوع المطروح للبحث - يقع في الأخطاء العديدة - واسع الخيال ليثبت وجهة نظره
كيف نتعامل معه ؟
قاطعه في منتصف حديثه و عندما يحاول إستعادة أنفاسه ، قل له : يا سيد ... ألسنا بعيدين عن الموضوع المتفق عليه ؟ - أثبت له أهمية الوقت و أنك حريص عليه
الشخص الذي تتصف ردود فعله بالبطء و البرود
يتميز بالبرود و يصعب التفاهم معه - يتميز بدرجة عالية من الإصغاء و يتفهم المعلومات - لا يرغب في الإعتراض على الأفكار المعروضة - يتهرب من الإجابة على الأسئلة الموجهة إليه - لا يميل للآخرين فهو غير عاطفي
كيف نتعامل معه ؟
عالجه بأسلوبه من خلال إصغائك الجيد - وجه إليه الأسئلة المفتوحة التي تحتاج إلى إجابات مطولة - استخدم معه الصمت لتجبره على الإجابة - لتكن بطيئاً في التعامل معه و لا تتسرع في خطواتك - اظهر له الإحترام و الود
الشخصية المعارضة دائما
لا يبالي بالآخرين لدرجة أنه يترك أثراً سيئاً لديهم - يفتقر إلى الثقة لذا تجده سلبياً في طرح وجهات نظره - تقليدي و لا تغريه الأفكار الجديدة و يصعب حثه على ذلك - لا مكان للخيال عنده فهو شخصية غير مجددة - عنيد ، صلب ، يضع الكثير من الاعتراضات - يذكر كثيراً تاريخه الماضي - يلتزم باللوائح و الأنظمة المرعية نصاً لا روحاً - لا يميل للمخاطرة خوفاً من الفشل
كيفية التعامل معه:
التعرف على وجهة نظره من خلال موقفنا الإيجابية معه تدعيم وجهة نظرك بالأدلة للرد على اعتراضاته - أكد له على أن لديك العديد من الشواهد التي تؤيد أفكارك - عدم إعطائه الفرصة للمقاطعة - قدم أفكارك الجديدة بالتدريج - لتكن دائماً صبوراً في تعاملك معه - استعمل أسلوب : نعم ...... ولكن
الشخص مدعي المعرفة
لا يصدق كلام الآخرين و يبدي دائماً اعتراضه - متعالي ، و يحب السيطرة الكلامية و يميل إلى السخرية - عنيد ، رافض ، و متمسك برأيه - يفتخر و يتحدث عن نفسه طيلة الوقت - شكاك ، و يرتاب بداوفع الآخرين - يحاول أن يعلمك حتى عن عملك أنت
كيف نتعامل معه ؟
أمسك أعصابك و حافظ على هدوئك التام - تقبل تعليقاته و لكن عليك أن تثابر في عرض وجهة نظرك - ألجأ في مرحلة ما إلى الإطراء و المدح - اختر الوقت المناسب لمقاطعته في مواضيع معينة - لتكن واقعياً معه دائماً - لا تفكر في الإنتقام منه أبداً - استعمل أسلوب : نعم ...... ولكن
الشخص المتعالي
يعتقد أن مكانه وسط المجموعة لا يمثل المكانة التي يستحقها و أن ذلك يمثل مستوى أقل بكثير مما يستحق - يحاول تصيد السلبيات لدى الآخرين و يحاول إيصالهم إلى المواقف الحرجة - يعامل الآخرين بتعال لاعتقاده أنه فوق الجميع
كيف نتعامل معه ؟
لا تحاول إستخدام السؤال المفتوح معه ، لأنه ينتظر ذلك ليحاول إثبات أن لديه المعلومات المتخصصة حول الموضوع المطروح أكثر بكثير مما لديك ، لأنه يشعر عند توجيه السؤال المفتوح إليه أنه هو حلال المشاكل و أن رأيك لا يمثل أي قيمة بالنسبة له. - استعمل معه أسلوب : نعم ...... و لكن ، مثال : إنك فعلاً على حق و لكن لو فكرت معي في .....
الشخص كثير المطالب
صعب المراس ، و لكنه ليس من الشاكين أو الغضبانين - يصعب التعامل معه بكثرة المطالب - يحرجك بإلحاحه لأن تؤدي له خدمة عند سفره مثلاً
كيف نتعامل معه ؟
عالجه بالمراوغة و التسويف : أخبره أنك ستفكر في طلبه و تحدثه في شأنه لاحقاً ، و عندها تستطيع أن تفكر فعلاً بما ستخبره ، قل له : إنني مرتبط بمواعيد كثيرة ، أرجو ألا تتوانى في الإتصال بي مرة ثانية
الشخص الباحث عن الأخطاء
مقولته المشهورة : الهجوم خير وسيلة للدفاع - يتصيد الأخطاء على درجة عالية - لديه دائماً مجموعة من الأسئلة ليواجه بها الآخرين - تراه يتنقل من مكان لآخر بحثاً عن الأخطاء - ليس لديه إحترام لمشاعر الآخرين
كيف نتعامل معه ؟
- لا تفقد السيطرة على أعصابك معه - لا تفتح له الباب الكامل ليقول كل ما عنده - أصغ إليه بدرجة عالية - أفهمه أن لكل إنسان حدود يجب أن يلتزم بها - لا تعطيه الفرصة للسيطرة .
وإلى اللقاء في موضوع جديد .... صديقكم / رضا النمراوي